التخطي إلى المحتوى

«الخليج»-وكالات
كشفت صحيفة «واشنطن بوست» الخطوات التي نفذتها أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية لشنّ عملية واسعة النطاق لتفجير أجهزة اتصالات حزب الله (تفجيرات البيجر)، وإصابة أكثر من ثلاثة آلاف من عناصره، في سبتمبر/ أيلول الماضي.
قبل تسع سنوات
ذكرت الصحيفة أن الموساد الإسرائيلي تمكّن من ملء أجهزة الاتصال اللاسلكية لحزب الله بالمتفجرات في وقت مبكر من عام 2015، وتركها خاملة حتى الحاجة إلى تفجيرها، خاصة أن حزب الله لجأ لاستخدام أجهزة منخفضة الجودة تكنولوجياً للتواصل مع مقاتليه، من أجل تجنب جمع المعلومات الاستخباراتية من قبل أعدائه. ورغم أن أجهزة النداء واللاسلكي كانت فعالة لبعض الوقت، فقد كشفت الصحيفة أن الموساد بدأ في إدخال أجهزة مفخخة إلى لبنان قبل تسع سنوات، حيث كان كل جهاز مزوداً بحزمة بطارية كبيرة الحجم ومتفجرات مخفية ونظام إرسال يسمح لإسرائيل بالاستماع إلى الاتصالات.
تجسس على «حزب الله»
وأشارت «واشنطن بوست» إلى أنه طوال سنوات عديدة، اكتفى الإسرائيليون بالتنصت على حزب الله، والتمسك بخيار تفجيره عندما يريدون. وبعد رؤية أجهزة البيجر الجديدة المتاح استغلالها، قرر الموساد رفع الرهان، وقام بشراء كميات كبيرة من أجهزة النداء التي تحمل العلامة التجارية «أبولو» التايوانية، مستغلاً علامة تجارية معروفة وخط إنتاج معترف به مع توزيع عالمي، ولا توجد روابط واضحة له مع المصالح الإسرائيلية التي قد تثير شكوك حزب الله.
وجاءت هذه الدعوة لحزب الله من مسؤول تسويق موثوق به من قبل حزب الله وله صلات بشركة أبولو، والذي لم يتم الكشف عن اسمه من قبل المصادر التي تحدثت إليها الصحيفة.
بطاريات متفجرة
وبحسب مسؤول إسرائيلي، فقد باعت المجموعة جهاز النداء من طراز AR924: «كانت هي على اتصال بحزب الله، وشرحت لهم لماذا كان جهاز النداء الأكبر المزود ببطارية أكبر أفضل من النموذج الأصلي». وقال المسؤول إن إحدى نقاط البيع الرئيسية للأجهزة AR924 كانت «إمكانية شحنها باستخدام كابل، كما أن البطاريات تدوم لفترة أطول». وكانت أجهزة الاستدعاء التابعة للموساد، والتي كان وزن كل منها أقل من ثلاثة أونصات، تحمل حزمة من البطاريات تحمل كمية ضئيلة من المتفجرات القوية، كافية لإحداث أضرار جسيمة. وتشير التقارير إلى أن مكون بطارية القنبلة كان مخفياً بعناية شديدة لدرجة أنه أفلت من محاولات حزب الله تفكيك الأجهزة وتحليلها، فقد فككوا بعض أجهزة اللاسلكي لكنهم لم يعثروا على المادة المتفجرة المخبأة بدقة.
خدعة
وبحسب الصحيفة، كانت هناك خدعة أخرى لدى الموساد لضمان إصابة أو قتل أكبر عدد ممكن من الناس، وهي التأكد من أن الإشارة اللازمة لتفجير المتفجرات تتطلب استخدام يدين اثنتين. وكانت أجهزة الاستدعاء مزودة بوظيفة «الرسائل المشفرة» الخاصة التي لا يمكن الوصول إليها إلا إذا كان المستخدم يحمل الجهاز بكلتا يديه، وهو ما استخدمه الموساد كغطاء للتعليمات بتفجير المواد المتفجرة.
وفي الانفجار الذي قد يلي ذلك، من المؤكد تقريباً أن المستخدمين سوف «يجرحون أياديهم»، كما قال أحد المسؤولين، وبالتالي «سيكونون غير قادرين على القتال».

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *